والكتاب يتناول “التاريخ” و”النظرية”، وهو مقسّم إلى قسمين:
القسم الأول من الكتاب هو خلفية تاريخية ضرورية لفهم قضيّته، وتشتمل على “تمهيد” أُعرّف فيه بعلم المنطق وتاريخ تبنّي المسلمين إياه من فلاسفة ومتكلّمين، مع مناقشة بعض القضايا المتعلّقة به. وسأبيّن فيه أنّ القرآن قد استهدف ما زعم المناطقةُ أنّهم يستهدفونه من خلال علم المنطق. كما يضمّ هذا القسم فصولًا تحت عنوان “في الطريق إلى منطق القرآن: من الشافعي إلى سيّد قطب”، وهي قراءة في جهود أربعة عشر عالمًا ومفكّرًا تمثّل محطّات تاريخية في رفض منطق أرسطو وما بُني عليه من علم الكلام، وفي التوجيه إلى منطق القرآن وطرائقه وأساليبه.
القسم الثاني من الكتاب هو القسم النظري، وهو يتكوّن من ثلاثة فصول هي: “خصائص المنطق القرآني ووسائله”، التي تميّزه عن المنطق الأرسطي خصوصًا والمنطق الذهني عمومًا، وتمثّل قواعد عامة تُوجّه الفكر الإنساني نحو طريقه الصائب المنتِج المتّسق مع غاية وجوده في هذه الحياة. و“مبادئ المنطق القرآني”، وهي المفاهيم التأسيسية التي يدور حولها هذا المنطق وينطلق منها. و“غايات المنطق القرآني”، وهي ما يستهدفه هذا المنطق في الإنسان الذي يتّبع هدايات القرآن، ويضعها على أدواء عقله وقلبه، ليصل من خلال ذلك إلى التفكير الرشيد.
شريف جابر: وُلد في مدينة عكَّا شمال فلسطين المحتلَّة عام 1948، درس الأدب واللغة العربية إلى جانب تخصُّص "التعليم والتدريس والإرشاد" في جامعة حيفا في المرحلة الجامعية الأولى، ثم حصل على الماجستير في الأدب العربي من نفس الجامعة عام 2021، وكانت أطروحته بعنوان "تفسير القرآن عند الحكيم الترمذي".
له من الكتب: الهوية والشرعية: دراسة في التأصيل الإسلامي لمفهوم الهوية (2011)، والخطاب المريض: جراحة استئصالية لأفكار سرطانية (2015)، ومفاتيح لفهم السُنَّة (2018)، والذرَّة التائهة: من حافَّة الكون إلى أحضان الكلمة (2021)، ورسائل إلى سلمى (2021)، والعقائدية القاصرة: من هامش الجدل العقائدي إلى متن الاتفاق الإيماني (2023)، إلى جانب عدد كبير من المقالات المنشورة في مختلف المواقع على الشبكة.